للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعادة قد جرت على أن دموع الحب إنما هي بسبب أعراض الحبيب، أو اعتراض الرقيب أو غيرهما مما يوجب الاكتئاب والحزن، وليس ما ذكره من التأديب على الاساءة باستحسان غير الحبيب.

القسم الثالث:

وهو: حسن التعليل للوصف غير الثابت الذي أريد إثباته، وكان ممكناً.

ومثاله: قول مسلم بن الوليد:

يا واشياً حسنت فينا اساءته ... نجى حذارك إنساني من الغرق!

الواشي: هو الساعي بالفساد، وإنساني: يعني به إنسان عينه، وهو سوادها.

فقد استحسن إساءة الواشي، وذلك أمر خالف فيه الناس، ولهذا فإنه قد عقبه بتعليل هذا الاستحسان بأن حذاره من الواشي منعه من البكاء، فسلم إنسان عينيه من الغرق، وما كان كذلك فهو حسن.

فاستحسان إساءة الواشي لم يقل به أحد، ولكنه ممكن.

وقول الطغرائي:

عداي لهم فضل علي ومنة ... فلابد أبعد الرحمن عني الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاجتنيت المعاليا.