للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصب: ذو الولع الشديد، والإغفاء: النوم الخفيف، والمستميح: طالب العطاء، والرواح: العشى.

يقول: أن ممدوحه لولوعه الشديد بإكتساب المحامد التي تورث الإنسان مجداً فإنه لا ينام إلا رغبة منه في رؤية طيف لطالب نواله في وقت العشى.

فقد علل الإغفاء برغبته في رؤية طيف طالب نواله، مع أن للإغفاء علة حقيقية غيرها.

على أن هذا المعنى مأخوذ من قول قيس بن الملوح، المعروف بالمجنون:

وإني لأستغشى - وما بي نعسة - لعل خيالاً منك يلقى خياليا.

وليس بمستبعد أن يكون هذا البيت من القسم، ولكنه لا يبلغ في الغرابة والبعد عن العادة - ذلك المبلغ وذلك لأنه قد يتصور أن ينام الحب - إذا بعد عهده بحبيبه - لكي يراه في منامه.

ومن لطيف هذا الضرب قول احمد بن محمد بن ثوابه:

أتتني تؤنبني بالبكاء ... فأهلاً بها، وبتأنيها

تقول - وفي قولها حشمة - ... أتبكي بعين تراني بها؟

فقلت: إذا استحسنت غيركم ... أمرت الدموع بتأنيبها!

والحشمة: الغضب، أو الاستحياء، والأول هو الأظهر هنا.