كما يمثلون به - أبداً - من قول الشافعي - رحمه الله تعالى - وقد سئل عن النبيذ، فقال:"أجمع أهل الحرمين على تحريمه". ومما تجده كذلك قول البحتري - من قصيدة يمدح بها ابن نويخت -:
يمشي عن المجد الغبي ولن ترى في سؤدد أربا لغير أريب
وبعد: فقد رأيت أن التجنيس مما يكسو الأسلوب جمالاً، ويزيد المعنى قبولاً وتمكيناً، وبهذا كان من صميم البلاغة.
[٢) السجع]
هو: توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر.
وتسمى كل واحدة من العبارتين اللتين وردت بهما الفاصلتان المتفقتان قرينة، لمقارنتها لصاحبتها كما أنها تسمى أيضاً - فقرة.
وللسجع أنواع ثلاثة هي: المطرف، والمرصع، والمتوازي:
[فأما المطرف]
فهو: ما اختلفت فيه الفاصلتان في الوزن العروضي، كما في قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}؟
فقوله:"وقارا" هو الفاصلة الأولى، وقوله:"أطوارا" هي الفاصلة الثانية، وقد اختلفت الفاصلتان في الوزن العروضي، لأن