للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من باب التمثيل - على حد الاستعارة - على حد تعبيره في الدلائل - أو الاستعارة التمثيلية - على حد تعبير المتأخرين،

وأول هذه الأمثلة: أو الأمثال: قولهم (يضرب في حديد بارد) وهو مثل يضرب لمن يطمع في غير مطمع، كما قال الشاعر:

وإذا تألفت القلوب على الهوى ... فالناس تضرب في حديد بارد

ويضرب كذلك لمن يطلب الحاجة من غير أهلها، كما قال الشاعر:

يا خادع البخلاء ممن أموالهم ... هيهات تضرب في حديد بارد

وثانيها: قولهم: (هو ينفخ في غير فحم)، وهو مثل يضرب كذلك - لمن يعمل في غير فائدة، كما قال الأغلب المجلي:

هل غير غارٍ هذا غاراً فانهدم قد قاتلوا لو ينفخون في فحم

وصبروا الو صبروا على ألم

يعني أن قتلاهم لا يغني شيئاً

وثالثها: قولهم (أخذ القوس باربها) وهو مثل يضرب لا عطاء الفعل إلى من يتقنه.

ورابعاً: قولهم: (وما زال يفتل منه في الذروة والغارب) وفي حديث الزبير (سأل عائشة الخروج إلى البصرة، فأبت عليه، فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته) والذروة أعلى سنام البعير والكاهل من ذي الخف - وهو ما بين السنام والعنق - والمراد أنه أراد أزالتها عن رأيها كما يفعل بالجمل النفور إذا ما أريد تأنيسه وأزاله نفاره.