للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قسموا حسن التعليل إلى أربعة أقسام: لأن الوصف المراد، إما أن يكون ثابتاً، وإما أن يكون غير ثابت أريد إثباته والوصف الثابت: أما ألا تظهر له علة عادة، وإما أن تظهر له علة غير المذكورة، والوصف غير الثابت: أما أن يكون ممكناً، وإما أن يكون غير ممكن، فكانت الأقسام أربعة على النحو التالي:

القسم الأول:

وهو حسن التعليل للوصف الثابت التي لا تظهر له علة في العادة.

ومثاله: قول أبي الطيب المتنبي:

لم تحك نائلك السحاب، وإنما ... حمت به فصبيبها الرحضاء.

لم تحك: بمعنى لم تشابه، ونائلة: عطاؤه، وحمت: أصابتها الحمى، والصبيب: ما صب م المطر، والرحضاء: عرق الحمى.

يقول: أن السحاب لم تشابه عطاءك بغزارة مطرها، وإنما أصابتها الحمى، لأنها لم تجار عطاءك في غزارته فما الصيب المتدفق منها إلا عرق الحمى التي أصابتها.

فنزول المطر لا يظهر له في العادة علة - وإن كانت له علة حقيقية، ولكن الناس لا ينظرون إليها

وكقول أبي تمام: