أن المبالغة مقبولة مطلقاً، سواء أكانت تبليغاً، أو اغراقاً، أو غلواً، لأنها واردة في كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفصيح كلام العرب.
وهذا من شأنه أن يتيح الفرصة أمام الكتاب والشعراء - لاتساع مجال القول - أن يبدعوا، ويكثروا من اختراع الصور البيانية.
ولو ردت المبالغة، لبطل التشبيه، وغيبت الاستعارة - ورد المجاز، وذهب كثير من محاسن الكلام لأن أعذب الشعر - عندهم - أكذبه - كما يقولون -.
فقد سئل النابغة الذبياني: من أشعر الناس؟ فقال:"من استجيد كذبه، وأضحك رديئه".
ويقول ابن قتيبة في كتابه (تأويل مشكل القرآن): "وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفن، وينسبها فيه إلى الإفراط وتجاوز المقدار، وما أرى ذلك إلا جائزاً حسناً".