للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقسيم محسنات البديع]

قسم السكاكي محسنات البديع إلى قسمين: قسم يرجع إلى المعنى، وقسم يرجع إلى الألفاظ، وتابعه الخطيب القزويني في هذا التقسيم: فقال بعد أن عرف علم البديع بأنه "علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة " -: وهذه الوجوه ضربان: ضرب يرجع إلى المعنى، وضرب يرجع إلى اللفظ.

وليس معنى هذا أن القسم الأول أنما هو تحسين للمعنى فحسب، وإن الثاني إنما هو تحسين للفظ فحسب، ولكن المقصود بهذا التقسيم: أن القسم الأول منه - وهو المعنوي - إنما تحسينه يرجع إلى المعنى أولاً وبالذات، وأن تبع ذلك تحسين للفظ كما في المشاكلة، لما فيها من إبهام المجانسة اللفظية وأن القسم التالي منه -وهو اللفظي - إنما تحسينه يرجع إلى اللفظ أولاً وبالذات وأن نبع ذلك تحسين للمعنى (١).

وقد رأيت أن عبد القاهر الجرجاني قد رأى أن الحسن لا يمكن أن يكون للفظ في حد ذاته من غير نظر إلى المعنى، حتى أن ما يتوهم فيه في يد "الفكرة في حد ذاته من غير نظر إلى المعنى، حتى أن ما يتوهم فيه في بد "الفكرة أن الحسن لا يتعدى فيه النفط والجرس، كالتجنيس موقع معنييهما من العقل جسداً، ولم يكن مرمى الجامع بينهما مرمى بعيداً،


(١) شروح التلخيص (مواهب الفتاح) جـ ٤ ص ٢٨٥.