للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالله وصبغنا الله بالإيمان صبغة لا مثل صبغتنا، وظهرنا به تطهيراً لا مثل تطهيرنا.

[بلاغة المشاكلة]

قال الله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} فعبر بلفظ السيئة عن الاقتصاص، لوقوع الاقتصاص في صحبة السيئة وقد ساق الخطيب هذه الآية نفسها (شاهداً على المجاز المرسل الذي تكون علاقته السببية وعلق عليها بقوله: "تجوز بلفظ السيئة عن الاقتصاص، لأنه سبب عنها، تهتداه يسوقها شاهداً على المشاكلة".

وهو بهذا الخلط قد أوقع غيره ممن تابعوه في هذا الخلط أيضاً فراحوا يفصلون بين المشاكلة والمجاز والكناية بفواصل لا يقرها عقل.

غير أن الذي نطمئن إليه هو أن المشاكلة داخلة في إطار المجاز، غير أن منها ما ينطوي تحت المجاز المرسل كما في الآية التي أسلفناها لك ومنها ما ينطوي تحت المجاز بالاستعارة، كما في قول أبي الرقعمق (أحمد بن محمد الأنطاكي من شعراء اليتيمية والمتوفي سنة ٣٩٩ هـ) - وقد كان له أخوان أربعة ينادمهم أيام كافور الإخشيدي، فجاء، رسولهم في يوم قارس البرد، وليست له كسوة تقيه شر البرد، فقال له: "إخوانك يقرئونك السلام ويقولون لك: قد اصطبحنا اليوم وذبحنا شاةً سمينة