للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمبيد لما قصرت الهمم على أنمائه؟ "

[التمثيل على حد الاستعارة]

لم تكن "نظرية البيان" في فكر عبد القاهر الجرجاني قد نضجت وهو يؤلف كتابه (أسرار البلاغة) لأنه صنفه وهو في مقتبل العمر ومستهل حياته البلاغية، ولكنها كانت قد اكتملت في ذهنه، ونضجت في فكره وهو يؤلف كتابه "دلائل الإعجاز" لأنه صنفه - على ما هو الأرجح - في أخريات حياته (١).

والدليل على هذا: أن موضوعات البيان في "الأسرار" - وهي التشبيه والتمثيل (أي التشبيه التمثيلي) والاستعارة، والمجاز المرسل - لم تشتمل على أساسين هامين لهذه النظرية التي تجدها في "الدلائل"، وهما: الكناية، والتمثيل - على حد الاستعارة - فقد كان البيان - أذن - في أسرار البلاغة نظرية لم تنضح ولم تكتمل، لأنها لم تتعد أن تكون رؤية قاصرة سلطت على موضوعات من البيان - هي التي أسلفنا هالك - ولكن هذه الروية لم تتسع لتشمل - الكناية، والتمثيل على حد الاستعارة - على حد تعبير عبد القاهر، أو الاستعارة التمثيلية - على حد تعبير المتأخرين (٢).


(١) مراحل البحث البلاغي صـ ١٥٦، صـ ١٥٨.
(٢) نظرية البيان للمؤلف صـ ٧١.