على أن الذي سوغ بناء الجار - والجار لا يبنى - وسوغ تجعيد الشهادة - والشهادة لا تجعد - إنما هو مراعاة المشاكلة إذ لولا بناء الدار لم يكن ليصح بناء الجار، ولولا سبوط الشهادة، لم يكن ليصح تجعيدها.
ومن المشاكلة. قول الصاحب بن عباد في قاض شهد عنده برؤية هلال الفطر فلم يقبل شهادته:
أترى القاضي أعمى ... أم تراه يتعامى؟
سرق العبد، كأن ... العبد أموال اليتامى؟
فقد جعل العيد مسروقاً، لوقوعه في صحبة أموال اليتامى:
وأما وقوع اللفظ في صحبه غيره تقديراً: فمثاله قول الله تعالى {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}.
والمعنى: تطهير الله، فقد عبر عن تطهير الله بلفظ الصبغة، للمشاكلة وإن لم يكن قد تقدم لفظ الصبغ، لأن قرينة الحال - وهي سبب النزول من غمس النصارى أولادهم في الماء الأصفر - دلت على ذلك، فقد كان النصارى يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، ويقولون: هو تطهير لهم، فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم: قولوا آمنا