لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي
وعطل الرجل من المال ونحوه: خلا منه، وحرب للمكان العالي: أي عدوله لا يجامعه.
فقد علل أبو تمام: عدم إصابة الغني الكريم بالقياس على عدم إصابة السيل المكان العالي، لأن الكريم لعلو قدره كالمكان العالي، أو كالطود الأشم، والغنى - لحاجة الناس إليه - كالسيل.
ومن لطيف هذا القسم: قول أبي هلال العسكري:
زعم البنفسج أنه كعذاره ... حسناً فسلوا من قفاه لسانه!
والبنفسج: نبات طيب الرائحة، وله هنة تحت ورقه، جعلها الشاعر كلسان له صل (ص ٢١٨) من قفاه، والعذار: أول ما يبدو على الحسن من الشعر.
والشاهد: أن خروج هنة ورقة البنفسج إلى الخلف مما لا تظهر له علة، ولكن الشاعر جعل علة ذلك: أن البنفسج قد افترى كذباً على محبوبه بأنه يشبه عذاره.