للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما به قتل أعاديه، ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب!

بمعنى أن ممدوحه لا يقتل أعداءه خوفاً منهم لأنهم - عاجزون عنه -، إنما يقتلهم، لأنه يخاف أن يخلف ما ترجوه الذئاب منه، من أنهم يطعمون من قتلاه في الحرب.

فقتل الملوك أعداءهم - عادة - إنما يكون لإرادة هلاكهم لدفع مضارهم عن أنفسهم حتى يصفو لهم ملكهم من منازعتهم، وليس لما ادعاه من أن طبيعة الكرم قد غلبت عليه، ومحبته أن يصدق رجاء - الراجين.

وتلك مبالغة منه في وصفه بالجود، كما أنها تتضمن مبالغة أخرى في وصفه بالشجاعة - على وجه تخييلي - أي أنه تناهى في الشجاعة حتى ظهر ذلك للحيوانات العجم، حتى أنه إذا غدا للحرب رجت الذئاب أن تنال من لحوم أعدائه هذا إلى أن هذا المدح بالجود، والشجاعة قد تضمن مدحاً آخر، وهو: أنه ليس ممن يسرف في القتل طاعة للغيظ والحنق.

وقول أبي طالب المأموني - في بعض الوزراء ببخارى:

مغرم بالثناء فصب بكسب ... المجد يهتز للسماح ارتياحاً

لا يذوق الإغفاء إلا رجاءً ... أن يرى طيف مستميح رواحاً.