للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أ) فمنه ما يقرب مأخذه ويسهل الوصول إليه، ويكاد بداخل الضرب الأول، الذي هو ليس من التأول في شيء وذلك كما في قولك - في المثال السابق: (حجة كالشمس في الظهور).

(ب) ومنه ما يحتاج فيه إلى قدر من التأمل، كقولهم: ألفاظه كالماء في السلاسة، وكالنسيم في الرقة - وكالعسل في الحلاوة.

(ج) ومنه ما يدق فيه لنظر ويغمض حتى تحتاج في استخراجه إلى فضل روية، ولطف فكرة، وذلك كما في قول فاطمة بنت الخرشب الانمارية - وقد سئلت عن بنيها أيهم أفضل - "هم كالحلقة المفرغة، لا يدري أين طرفاها "فهذا لا يفهمه إلا من له ذهن ونظر يرتفع به عن طبقة العامة، ولهذا فإنك لا تراه إلا في الآداب والحكم المأثورة عند الفضلاء وذوي العقول الكاملة (١).

فالفرق بين التشبيه والتمثيل: هو أن التشبيه عام "والتمثيل خاص"، فكل تمثيل تشبيه، وليس كل تشبيه تمثيلاً (٢) ,

على أن الذي أوجب أن ينقسم التشبهي إلى: تشبيه، وتمثيل هو أن الاشتراك في الصفة يقع تارة في نفسها وحقيقة جنسها،


(١) أسرار البلاغة صـ ٦٤ إلى صـ ٦٨.
(٢) أسرار البلاغة صـ ٦٨.