للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هرم بن سنان -:

أن البخيل ملوم حيث كان ولكن الكريم - على علاته -هريم

ومن اقتضاب المتأخرين قول أبي تمام:

لو رأى الله في الشيب خيراً ... جاورته الأبرار ف الخلد شيباً

كل يوم تبدي صروف الليالي ... خلقاً من أبي سعيد غريباً

فقد اقتضب الشاعر هنا حديثه عن الشيب وانتقل إلى المدح دون تخلص.

وقول البحتري:

لولا الرجاء لمت من ألم الهوى ... لكن قلبي بالرجاء موكل،

إن الريبة لم تزل في سيرة ... عمرية مذ ساسها المتوكل.

فقد انتقل البحتري من حديثه عن الهوى إلى مدحه للمتوكل دون وسط بين المعنيين، أو إيجاد نوع من العلاقة بينهما.

على أن هناك نوعاً من الاقتضاب قريباً من حسن التخلص، لأنه لا يخلو من وجود مناسبة أو ملاءمة، كقولهم، - بعد حمد الله - أما بعد، لأنه لم يؤت بما بعدها فجأة من غير قصد إلى ربطه بما قبله على نوع من الربط، لأنها بمعنى: مهما يكن من شيء بعد الحمد أو نحوه فإنه كذا وكذا.