للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سجية تلك فيهم غير محدثة ... إن الخلائق -فاعلم - شرها البدع

ومن تشبيه شيئين بشيئين: قول الفردزق:

والشيب ينهض في الشباب كأنه ... ليل يصبح بجانبيه نهار

على أنه من الكلام ما لا يحتاج إلى فكر وروية لينتظم، بل أنه لا يحتاج إلى أكثر من أن تضم بعضه إلى بعض، صنيع من يعمد إلى لآلئ لينظمها في سلك حتى يمنعها من التفرق، كما في قول النابغة في الثناء السجوع: "أيفا خرك الملك اللخمي"؟ فوالله لقفاك خير من وجهه، ولشمالك خير من يمينه، ولا خصمك خير من رأسه، ولخطؤك خير من صوابه، ولعيك خير من كلامه، ولخدمك خير من قومه" (١).

وهكذا يسلك عبد القاهر الجرجاني فنون البديع في عقد النظم، ولهذا: فإن المزية فيها إنما هي بحسب المعاني التي وضعت لها، والأغراض التي دعت إليها، فليس لسهولة الألفاظ فيها، وسلامتها مما يثقل على اللسان اعتداد حتى يكون قد ألف منها كلام، ثم كان ذلك الكلام صحيحاً في نظمه، والغرض الذي أريد به" (٢).


(١) دلائل الإعجاز صـ ٦٧.
(٢) دلائل الإعجاز صـ ٣٣١.