للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره: ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضى الحال ذكره "وعرف علم البيان بأنه "معرفة إيراد المعنى على كلام ما يقتضى الحال ذكره "وعرف علم البيان بأنه "معرفة إيراد المعنى الواحد في طرق مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه، والنقصان ليحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه "ثم حصر علم المعاني في مسائلة التي عرض لها وكذلك حصر علم البيان، هذا الحصر بعد هذا التحديد للعلمين جعل هذه المحسنات البديعية لا تندرج ضمن مسائل العلمين، ولما كان تعريفه البلاغة بقوله: "هي بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حداً له اختصاص بتوفيه خواص التراكيب حقها، وإيراد أنواع التشبيه، والمجاز، والكناية على وجهها "شاملاً لهذه المحسنات جعلها متضافرة مع مسائل العلمين في البلوغ بالكلام إلى أعلى درجات التحسين والتزيين.

ولهذا فإنه بعد أن انتهى من علمي المعاني والبيان قال (١): "وإذا تقرر أن البلاغة بمرجعيها، وأن الفصاحة بنوعيها مما يكسو الكلام حلة التزيين، وبرقية أعلى درجات التحسين، فها هنا وجوه مخصوصة كثيراً ما يصار إليها لقصد تحسين الكلام، فلا علينا أن نشير إلى الأعرف منها، وهي قسمان: قسم يرجع إلى المعنى وقسيم يرجع إلى اللفظ".


(١) مفتاح العلوم للسكاكي ص ٢٠٠.