للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومثال مقابلة أربعة بأربعة قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى واتَّقَى (٥) وصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وأَمَّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنَى (٨) وكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.

فقد قابل هنا بين كل من (أعطى) و (بخل)، (اتقى) و (استغنى)، لأن معنى استغنى: أنه زهد فيما عند الله، فلم يتق، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة فلم يتق. وبين (صدق) و (كذب) وبين (اليسرى) و (العسرى).

مثال مقابلة خمسة بخمسة: قول أبي الطيب المتنبي:

أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وانثنى وبياض الصبح يغري بي

فقد قابل بين (أزورهم) و (أنثنى) وبين (سواد) و (بياض) وبين (الليل) و (الصبح) وبين (يشفع) و (يغرى) وبين (لي و (بي).

على أنهم قد رجحوا بيت أبي الطيب الآنف الذكر، على بيت أبي دلامة الذي أسلفناه من قبل، وذلك بكثرة المقابلة فيه مع سهولة النظم، وبأن قافية أبي الطيب متمكنة بينما قافية أبي دلالمة مجلوبة لأجل الوزن. والقافية غير أنهم قالوا: أن المقابلة في بيت أبي دلامة أجود منها في بيت أبي الطيب، لأن ضد الليل هو النهار وليس الصبح.