والترشيح أما أن يكون قبل التورية، وأما أن يكون بعدها:
ومثال ما كان الترشيح فيها قبلها: قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}.
فالتورية هنا في قوله تعالى:"بأيد" لأن اللفظ هنا، له معنيان: قريب، وهو: جمع يد وهي الجارحة، ولكنه ليس مراداً، لاستحالة ذلك على الله تعالى، وبعيد، وهو: القوة، وهو المراد، والاستحالة قرينة صارفة للفظ عن المعنى القريب إلى المعنى البعيد.
أما الترشيح هنا فقد جاء قبل التورية، وهو قوله تعالى:{بَنَيْنَاهَا}.
ومنه قول يحيى بن منصور الحنفي:
فلما نأت عنا العشيرة كلها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضنا الجفون على وتر
قوله أنخنا: كناية عن إقامتهم بدارهم واكتفائهم بأنفسهم، والكريهة هي الحرب، والوتر: هو النار.
والتورية هنا في قوله (الجفون) لأن هذا اللفظ له معنيان: