للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكقوله في قول الأعشى:

إذا كان هادئ الفتى في البلاد صدر القناة - أطاع الأمير "فإن هذا البيت - كما تراه - سليم النظم من التعقيد - بعيد اللفظ عن الاستكراه" (١)

وكقوله في بيت الطيب:

إذا ما ضربت القرن ثم أجزتني فكل ذهباً لي مرة منه بالكلم

فلم يحفل بسواه النظم، وهلهلة النسج لما حصل له الغرض في أنهار الطعنة" (٢)

وبعد: فماذا قصد الجرجاني من كلمة النظم في المواضع التي ذكرها فيها؟

في الواقع أنه لم يكن يقصد منها - إلا ما قصده تلميذه عبد القاهر الجرجاني من بعده، وهو تتبع معاني النحو فيما بين الكلم، إذ من المستبعد أن يكون قد قصد بها وزن الشعر مثلاً، لأن الأبيات التي نقدها في هذه المواضع لم تكن مختلة الوزن، كما أنه لا يمكن أن يكون قد قصد بها مجرد ترتيب لا يكون على حسب معاني النحو، لأن الترتيب إذا كان بهذه المثابة أدى إلى هلهلة النسج التي يأباها فلم يبق إلا أن يكون قد قصد بها تتبع معاني النحو فيما بين الكلم - كما قصد عبد القاهر الجرجاني تلميذه من بعده


(١) الوساطة صـ ٤١٨.
(٢) الوساطة صـ ٤٢٤.