للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول المتنبي:

ولذا اسم أغطية العيون جفونها من أنها عمل السيوف عوامل

وقوله:

الطيب أنت إذا أصابك طيبه والماء أنت إذا اغتسلت -الغاسل

وقوله:

وفاوكما كالربع أشجاه طاسمة بأن تسعدا، والدمع مع أشفاه ساجمة

وقول أبي تمام:

ثانية في كبد السماء ولم يكن كاثنين ثان إذهما في الغار

وقوله:

يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعاً ... من راحتيك دري ما الصاب والعمل

وفي نظائر ذلك مما تواصفوه بفساد النظم، وعابوه من جهة سوء التأليف، أن الفساد والخلل كانا من أن تعاطي الشاعر ما تعاطاه من هذا الشأن على غير الصواب، وصنع في تقديم أو تأخير، أو حذف وأضمار أو غير ذلك مما ليس له أن يصنعه، وما لا يسوغ ولا يصح على أصول العلم، وغذا ثبت أن سبب فساد النظم واختلاله إلا يعمل بقوانين هذا الشأن ثبت أن الحكم كذلك في مزيته والفضيلة التي تعرض فيه، وإذا ثبت جميع ذلك ثبت أن ليس هو شيئاً غير توخي معاني هذا العلم وأحكامه فيما بين الكلم" (١).


(١) دلائل الإعجاز صـ ٥٨.