وأما الإقامة على الشر، فمنه قوله تعالى: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} : وقوله تعالى: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} ، والاعتكاف والعكوف بمعنى واحدٍ قال في "القاموس المحيط" في باب الفاء فصل العين: عكفه يعكفه عكفاً حبسه، وعليه عكوفاً أقبل عليه مواظباً. قال ابن الأثير: يقال لمن لازم المسجد: عاكف ومعتكف ذكره في "النهاية". وفي "المغني": هو لزوم الشيء، وحبس النفس عليه، برّا كان أو غيره. ويسمى أيضا جواراً، وفيه حديث عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان": رواه البخاري ومسلم. انظر "الصحاح" "٤/١٤٠٦"، "لسان العرب" "٤/٣٠٥٨"، "ترتيب القاموس" "٣/٢٨٦"، "النهاية في غريب الحديث" "٣/٢٨٤". واصطلاحا: عرفه الحنفية: بأنه عبارة عن المقام في مكان مخصوص، وهو المسجد، بأوصاف مخصوصة من النية والصوم وغيرها. وعرفه الشافعية: بأنه اللُّبثُ في المسجد، من شخص مخصوص بنية. وعرفه المالكية: بأنه لزوم مسلم مميّز، مسجداً مباحاً، بصوم، كافاً عن الجماع، ومقدماته،، يوماً وليلة فأكثر، للعبادة. وعرفه الحنابلة: بأنه لزوم المسجد لطاعة الله على صفة مخصوصة من مسلم عاقل، ولو مميز طاهر مما يوجب غسلا. انظر: "الاختيار" "١٧٣"، "مغني المحتاج" "١/٤٤٩"، وانظر: "الشرح الكبير" بهامش حاشية الدسوقي "١/٥٤١"، "كشاف الإقناع" "٢/٣٤٧"، "نهاية المحتاج" "٣/٢١٣"، "أسهل المدارك" "١/٤٣٣"، "كشاف القناع" "٢/٣٤٧". ٣ أخرجه العقيلي في "الضعفاء" "١/٢٢".