للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَنْبِيهٌ: عَارَضَ الْحَنَفِيَّةُ هَذَا الْحَدِيثَ بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ السَّابِقِ وَفِيهِ: فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ.

قَالَ الطَّحَاوِيُّ١: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عَدَدَ الْأَحْجَارِ لَيْسَ بِشَرْطٍ لِأَنَّهُ قَعَدَ لِلْغَائِطِ فِي مَكَان لَيْسَ فِيهِ أَحْجَارٌ لِقَوْلِهِ نَاوِلْنِي فَلَمَّا أَلْقَى الرَّوْثَةَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِنْجَاءَ بِالْحَجَرَيْنِ مُجْزِئٌ إذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَقَالَ ابْغِنِي ثَالِثًا انْتَهَى.

وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ٢ فِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةَ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ قَالَ فِي آخِرِهِ: فَأَلْقَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ: "إنَّهَا رِكْسٌ ٣ ائْتِنِي بِحَجَرٍ " مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي مَا ذُكِرَ اسْتِدْلَالٌ لِأَنَّهُ مُجَرَّدُ احْتِمَالٍ وَحَدِيثُ سَلْمَانَ نَصٌّ فِي عَدَمِ الِاقْتِصَارِ عَلَى مَا دُونَهَا ثُمَّ حَدِيثُ سَلْمَانَ قَوْلٌ وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ فِعْلٌ وَإِذَا تَعَارَضَا قُدِّمَ الْقَوْلُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

حَدِيثُ: "مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ مِنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ" تَقَدَّمَ فِي أَوَائِلِ الْبَابِ.

١٤٦ - حَدِيثُ: "فَلْيَسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ وَلَا عَظْمٌ" مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ نَحْوَهُ٤ وَأَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ خُزَيْمَةَ بْنِ٥ ثَابِتٍ وَلَمْ يَقُلْ: "وَلَا عَظْمٌ".

١٤٧ - حَدِيثُ: "إذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا" أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ٦ وَمُسْلِمٌ وَابْنُ خُزَيْمَةَ بِلَفْظِ: "مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" وَعَنْ أَبِي٧ سَعِيدٍ مِثْلُهُ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ٨ وَأَبِي سَعِيدٍ جَمِيعًا وَلِأَصْحَابِ السُّنَنِ عَنْ سَلَمَةَ


١ ينظر: "شرح معاني الآثار" للطحاوي "١/١٢٢": كتاب الطهارة: باب الاستجمار.
٢ أخرجه أحمد في المسند "١/٤٥٠".
٣ ركس: هو شبيه المعنى بالرجيع، يقال: رَكَسْتُ وأركسْتُه: إذا رددته ورجعته، وهو الرجس وكل مستعذر. ينظر: النهاية لابن الأثير "٢/٢٥٩"، والمعجم الوسيط "١/٣٦٩".
٤ تقدم حديث سلمان.
٥ أخرجه أبو داود "١/١١": كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالحجارة، حديث "٤١"، وأخرجه أحمد "٥/٢١٣", وابن ماجة "١/١١٤": كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالحجارة، الحديث "٣١٥"، والبيهقي "١/١٠٣": كتاب الطهارة: باب وجوب الاستنجاء بثلاثة أحجار، وليس فيه إلا ذكر الرجيع.
٦ أخرجه أحمد "٣/٢٩٤، ٣٣٦"، ومسلم "٢/١٢٨- نووي": كتاب الطهارة: باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، حديث "٢٤- ٢٣٩"، والبيهقي في " السنن الكبرى" "١/١٠٤"، وابن خزيمة "١/٤٢"، حديث "٧٦"، من طريق "أبي سفيان، وأبي الزبير" عن جابر بن عبد الله فذكره.
٧ أخرجه أحمد "٢/٤٠١، ٥١٨"، ومسلم "٢/١٢٧- نووي": كتاب الطهارة: باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، حديث "٢٢- ٢٣٧"، من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي سعيد الخدري.
٨ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" "٤/٢٨٦- الإحسان"، حديث "١٤٣٧"، وأخرجه مالك في الموطأ "١/١٩": كتاب الطهارة: باب العمل في الوضوء، الحديث "٢"، وتتمته: "ومن استجمر فليوتر"، والبخاري "١/٣١٥": كتاب الوضوء: باب الاستنثار في الوضوء، حديث "١٦١"، وطرفه "١٦٢"،....=

<<  <  ج: ص:  >  >>