للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل له: ليس في الآية دليل على ما ادعيت؛ لأن اسم العفو في اللغة يقع على التسهيل والتوسعة والفصل، كقوله: {فتاب عليكم وعفا عنكم}، معناه: سهل عليكم، وكقوله: {خذ العفو}: يعني الفضل.

فاحتمل أن يكون عفوًا من جهة القاتل، بأن يسهل ويسمح بإعطاء الدية برضا الولي، فندب الولي إلى اتباعه بالمعروف، وأمر القاتل بأدائه إليه بإحسان، وتكون فائدته: تسهيله علينا، وتخفيفه عنا في إباحة أخذ المال عن القصاص.

وقد روي عن ابن عباس أنه لم يكن في بني إسرائيل غير القصاص في العمد، ولم يكن بينهم الدية، فقال الله تعالى لهذه الأمة: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} الآية.

قال ابن عباس: فالعفو أن يقبل الولي الدية في العمد، فاتباع بالمعروف، وأداء إليه بإحسان.

قال: على هذا أن يتبع بالمعروف، وعلى هذا أن يؤدي بإحسان {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} فيما كان كتب على من قبلكم. رواه مجاهد وغيره عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>