للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانصرفنا من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم رحنا إليه.

فعرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم؟

فقلنا: يا رسول اللَّه ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال، غير الدجال أخوفنى عليكم (١)، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، واللَّه خليفتى على كل مسلم، أنه شاب قطط (٢) عينه طافئة (٣)، كأنى أشبهه بعبد العزى بن قطن (٤)، فمن أدركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف (٥) أنه خارج خلة بين الشام والعراق (٦) فعاث يمينًا وعاث شمالًا (٧)، يا عباد اللَّه فأثبتوا (٨).


(١) قال الشيخ أبو غدة: (إنما قال -صلى اللَّه عليه وسلم- (غير الدجال أخوفى عليكم) حين شاهد استعظام الصحابة لأمر الدجال، وشدة خوفهم من الإفتتان به. وقد بين -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث آخر من هذا الذي يخاف علينا منه اكثر من الدجال، فقال فيما رواه الإمام احمد في مسنده بسند جيد عن أبي ذر -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (غير الدجال أخوف على أمتى من الدجال الأئمة المضلون) أي الدعاة إلى الضلالات. وما أكثرهم وأكثر من يتبعهم في هذه الأيام وما بعدها) هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح للكشميرى ص ١٠٨.
(٢) قطط: شديد الجعودة في شعره جعودة مكروهة.
(٣) طافئة: أي ذهب نورها، وهى العين اليمنى الممسوحة ويروى: طائفة بالياء أي مرتفعة ناتئة، فتكون العين اليسرى كما حققه النووي في (شرح مسلم) هامش التصريح.
(٤) هو رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.
(٥) ستأتى الأحاديث الواردة في كيفية النجاة منه بقراءة فواتح الكهف.
(٦) خلة: على غفلة أو هو طريق واقع بين الشام والعراف. والتخلل: الدخول في الشيء.
(٧) أي افسد عن يمينه وافسد عن شماله مسرعًا في افساده ايما اسراع.
(٨) قال القرطبي (أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من لقى الدجال أن يثبت على الإسلام، فإن لبث الدجال في الأرض قليل، وأما من لم يلقه فليفر عنه لحديث أبي داود (ومن سمع بالدجال فلينأ عنه، فواللَّه أن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما بعث به من الشبهات).

<<  <   >  >>