للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

- ومن مظاهر استعمال الناسخ لعلامات الضبط: وضع حرف حاء مهملة صغيرة تحت بعض الكلمات التي تشتمل على هذا الحرف، وفيها احتمال الاشتباه أو الغلط في القراءة.

ينظر مثلًا: اللوحة ٥٠ / ب من المخطوط: عبارة (ويقترن الانعقاد والصحة بآخر حروفه)، فقد وضع الناسخ (ح) صغيرة تحت حاء (حروفه) لأنه بيَّن هناك في الهامش أن كلمة (حروفه) هذه نفسها، فيها وجه آخر وهي أنها تحتمل أن تكون (جزء منه)، فللتمييز بين الجيم من (جزء) وبين الحاء من (حروفه) وضع تلك الحاء الصغيرة تحت (حروفه) للتأكيد على أنها حاءٌ وليست جيمًا (١).

ج- من مظاهر دقة الناسخ واتباعه للمنهج العلمي في النسخ: إثباته لـ (التعقيبة).

والتعقيبة هي أن يكتب الناسخ في نهاية كل لوحة، الكلمةَ التي تبتدئ بها اللوحة التالية؛ لتنبيه القارئ إلى ربط الكلام في بداية اللوحة التالية بما سبق في اللوحة التي قبلها. وفائدة هذا تظهر فيما لو فُرض مثلًا أنه وُجد سقط أو طمس في نهايات لوحات المخطوط أو في بداياتها، أو حصل خلط في ترتيب أوراق المخطوط، فإن إثبات هذه التعقيبة ستدل القارئ على الكلمة الصحيحة التي يبتدئ بها كل لوحة من المخطوط، وبذلك يصل إلى بُغيته


= والنص رقم ٥٤ (نهاية اللوحة ٩ / ب)، والنص رقم ٧٤ (اللوحة ١٢ / أ).
(١) وينظر أيضًا اللوحة ٣٢ / أمن المخطوط في عبارة (وكذلك يجب على الحاكم الذوق) فقد وضع الناسخ (ح) صغيرة تحت حاء (الحاكم) لأن هذه الكلمة لم تأت مُتقنة ومجوّدةً عند كتابة الناسخ لها، فتدارك ذلك بوضع حاء تحتها للتأكيد على أنها هي.
وكذلك فعل هذا مع كلمة (الإحسان) في آية (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) في آخر اللوحة ٩ / ب من المخطوط، حيث وضع الناسخ (ح) صغيرة تحت حاء (الإحسان).
وكأن ذلك أيضًا بسبب أنها لم تأت متقنة في الكتابة.

<<  <   >  >>