للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - تقوله فيه أيضًا: (وقد ضبط بعض العلماء، (الكبائر)، بأن قال: كل ذنب قُرن به وعيد أو لعن فهو من الكبائر. فتغييرُ منار الأرض كبيرة لاقتران اللعن به، وكذلك قتلُ المؤمن كبيرة لأنه اقترن به الوعيد واللعن) إلى آخره (١).

تقييده بـ (المؤمن) في قوله: (قتل المؤمن كبيرة) إنما هو لأنه الذي ثبت على قتله اللعنُ والوعيدُ (الغضبُ والعذاب) في قوله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا} إلى قوله: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٣]، وإلا فقتلُ الذمي ونحوه كبيرةٌ بالإجماع.

١٦ - قوله فيه أيضًا: (فما تقولون فيمن قَذَف محصَنًا قذفًا لا يسمعه إلا الله والحفظةُ مع أنه لم يواجِه به المقذوفَ ولم يغتبه به عند الناس، هل يكون قذفه موجِبًا للحدّ مع خلوّه من مفسدة الأذى؟ قلنا: الظاهر أنه ليس بكبيرة موجبة للحد لانتفاء المفسدة، ولا يعاقَب في الآخرة عقاب المجاهِر بذلك في وجه المقذوف أو في ملأ من الناس، بل يعاقَب عقاب الكاذبين غير المصرّين. وقد قال الشاعر:

فإن الذي يؤذيك منه: سماعُه ... وإن الذي قالوا وراءك: لم يُقَلْ (٢)


= ومؤلفه البلقيني، هكذا: (بلغ كاتبه قراءة على مؤلفه شيخ الإسلام ...). وبعد كلمة (شيخ الإسلام) توجد كلمة غير واضحة على صورة (أو لا)؟
(١) قواعد الأحكام ١: ٣١.
(٢) هو أحد أبيات ثلاثة تُنسب للصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه -، وهي:
وحَيِّ ذوي الأضغان، تَسْبِ قلوبَهم ... تحيةَ ذي الحسنى، فقد تُرقع النَّعَلْ
فإن دَحَسوا بالشر، فاعفُ تكرمًا ... وإن كتموا عنك الحديث، فلا تَسَلْ
فإن الذي يؤذيك منه سماعُه ... وإن الذي قالوا وراءك: لم يُقَلْ
ينظر: الوافي بالوفيات للصفدي ٢٠: ٤١، والعقد الفريد لابن عبد ربه ٢: ١٧٢.

<<  <   >  >>