(٢) هكذا في المخطوط: (كَدُود) واضح. وفي المطبوع من قواعد الأحكام ١: ١٠٣ (مكدود). وكلا اللفظين صحيح لغةً، وهو من (الكدّ) أي السعي والاجتهاد، والشدّة في العمل وطلب الكسب، والتعب. ومنه يقال: (رجل مكدود) أي مغلوب. ويقال أيضًا: (رجل كَدُودٌ) بدون الميم: شَغَل نفسه في تعب. ومن المجاز: (بئر كَدودٌ) بدون الميم أيضًا: إذا لم يُنل ماؤها إلا بجهد ومشقة. مقاييس اللغة ٥: ١٢٥ - ١٢٦ وتاج العروس ٩: ٩٧ - ١٠٠ (كدد). ومما ورد من استعمال لفظ (كَدُود) بدون الميم بالمعنى المراد هنا، في كلام البلغاء، قول الشاعر، كما في المدهش لابن الجوزي ١: ٢٦٠: كَدُودٌ، كدُودِ القزّ ينسج دائما ... ويهلك غمًّا وسْط ما هو ناسجُهْ ومنه أيضًا قول ابن الجوزي في المصدر نفسه ١: ٥٠٧ في كلام رشيق في وصف العلم وفضله: (من خُلق للعلم شَفَّ جوهرُه من الصغر، فتراه ينفق في الجِدّ بضاعة الشبيبة، ويسابق سائق العجز. يَصِلُ الكَدُودُ ليلَه بنهاره كدُود القزّ في زمان الشدة، فإذا امتلأ وعاء قلبه بما وَعَى، نَسَج الفهمُ في زوايا الذهن من المعاني المستنبطة نَسْج القز؛ فإذا رأى عريانًا من العلم فأراد كسوتَه، بَعَث الفكرَ، فسَلّ من لطائف اللطف طاقاتٍ، ثم أرسلها إلى صانع القوة، فبالغ في تحسينها، وتأنّق في تلوينها، ثم ينسجها اللسان على منوال البلاغة، فتظهر رقومُ نقوشها عن شدودٍ عقدتْها الفِطن الباطنة، فإذا الثوب نسيجُ وحده!). (٣) قواعد الأحكام ١: ١٠٤ وتتمة الكلام: (لأن ما يدفعه (أي المُعتِق) عنه من ذل الرقّ وصعوبة الكدّ والجهد، أفضل مما يدفعه من مجرد ذل الرقّ).