للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأهل الكتابين والمجوس) إلى أن قال: (ولا تؤخذ الجزية عوضًا عن تقريرهم على الكفر، إذ ليس من إجلال الربّ أن تؤخذ الأعواض على سبِّه وشتمِه ونسبتِه إلى ما لا يليق بعظمته. ومن ذهب إلى ذلك فقد أبعد) (١).

يقال عليه: هذا يقتضي أن من العلماء مَن ذهب إلى ذلك، ولا أعلم من قال به. وإنما تؤخذ الجزية عن حقن دمائهم، أو أجرة سكناهم في بلاد المسلمين، على الخلاف في ذلك. وأما على ما ذكره الشيخ، فلم يقل به أحد.

١٢٥ - قوله في الفصل المذكور: (الغيبة مَفسدةٌ محرّمة، لكنها جائزة إذا تضمنت مصلحةً واجبة التحصيل، أو جائزة التحصيل. ولها أحوال: أحدها: أن يشاوَر في مصاهرة إنسان، فيذكره بما يكره) (٢) إلى أن قال: (فهذا جائز. والذي يظهر لي أنه واجب لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنصح لكل مسلم) (٣).

يقال عليه: ما ذكره من الوجوب على ما ظهر له، جزم به النووي في (الأذكار) و (الرياض) وشرح مسلم (٤). والصواب خلافه؛ لأنه يؤدي إلى أن


(١) قواعد الأحكام ١: ١٤٩.
(٢) ومثّل له الشيخ ابن عبد السلام بقوله: (كما قال - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة بنت قيس لمّا خطبها أبو جَهْم ومعاوية: (إن أبا جهم ضَرّابٌ للنساء، وإن معاوية صعلوك لا مالَ له). فذَكَرهما بما يكرهانه نصحًا لها، ودفعًا لضيق عيشها مع معاوية، وتعرّضها لضرب أبي الجهم) قواعد الأحكام ١: ١٥٣.
(٣) قواعد الأحكام ١: ١٥٣. وحديث النصح لكل مسلم، متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. صحيح البخاري ١: ٣١ (٥٧) كتاب الإيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الدين النصيحة لله ... ، وصحيح مسلم ١: ٧٥ (٥٦) كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة.
(٤) انظر الأذكار ص ٢٧٠، ورياض الصالحين ص ٢٧٩، وشرح صحيح مسلم ١٠: ٩٧.

<<  <   >  >>