وأمام هذه الصرائح الصحيحة المُثبتة للفظ (خمس وعشرين درجة) لا يقال عن نفي الملقيني له، إلا أنه ربما كان ذلك عن ذهولٍ منه، -رحمه الله-، وإلا فهو من حفاظ الحديث الكبار، وصدرٍ من الصدور فيه؛ فقد قال عنه تلميذه المحاث المشهور الحافظ سبط ابن العجمي -رحمه الله-: (حفاظ مصر أربعة أشخاص، وهم من مشايخي) ثم ذكر منهم البلقيني. يُنظر (دراسات الكاشف للإمام الحافظ الذهبي وحاشيته للإمام سبط ابن العجمي) بقلم الشيخ محمد عوامة ص ٢٦٤ - ٢٦٧. وهذا الذي يقوله سبط ابن العجمي أن (حفاظ مصر أربعة أشخاص)، قاله بعد أن أَخَذ علم الحديث الشريف في القاهرة وحدها عما يقرب من أربعين شيخًا، فكان أجلّ هؤلاء الأربعين في نظره، أربعة أشخاص، منهم البلقيني. يُنظر المصدر السابق نفسه. وقال أيضًا سبط ابن العجمي عنه: (رأيتُ رجلًا فريدَ دهره، لم تَرَ عيناي أحفظَ للفقه وأحاديث الأحكام منه). (دراسات الكاشف) الموضع السابق. (١) نعم ورد هذان اللفظان أيضًا في بعض الأحاديث في فضل صلاة الجماعة، لكن ذلك لا ينفي ورود فضلها بلفظ (خمس وعشرين درجة) كما سبق. فأما ورود فضل صلاة الجماعة بلفظ (خمس وعشرين ضعفًا) ففي صحيح البخاري ١: ٢٣٢ (٦٢٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفًا) الحديث. وفي مسند أحمد ١: ٣٧٦ (٣٥٦٧) عن عبد الله بن مسعود أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (صلاة الجميع تفضُل على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين ضعفًا كلُّها مثل صلاته). =