أما وجه تسميتها بهذا الاسم فهو إما من (العدوى) بمعنى النصرة والمعونة، ومنه يقال: استعديتُ على فلان الأميرَ فأعداني عليه، أي: استعنتُ به عليه فأعانني عليه. والاسم منه: العدوى وهي المعونة والنصرة. فالاستعداء: طلب العدوى، وهي التقوية والنصرة. وإما من (العدوى) بمعنى: ما يُعدِي من جَرَب وغيره، وهي مجاوزته من صاحبه إلى غيره. وقيل لهذه المسافة: (مسافة العدوى) بالمعنى الأول؛ لأن القاضي يُعدِي، أي: يُعِين من استعدَى به على خصمه الغائب إلى تلك المسافة فيُحضِره منها ليُزيل العدوان. قال ابن فارس: العدوى: طلبك إلى والٍ ليُعديك على من ظلمك، أي: ينتقم منه باعتدائه عليك. ويمكن أن يُجعل بالمعنى الثاني، لسهولة مجاوزة الشخص -المطلوب منه الحضور- من أحد الموضعين إلى الآخر. انظر تاج العروس ٣٩: ١٠ وتهذيب الأسماء واللغات ٣: ١٩٦ والمصباح المنير ٢: ٣٩٧ وأسنى المطالب شرح روض الطالب ٤: ٣٢٥ والإقناع للشربيني ٢: ٦٢٣. (٢) قواعد الأحكام ١: ٢٣٠. وأصل الكلام هكذا فيما يجوز تأخيره من حقوق المكلّفين: =