للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بصورتها، لا تفتقر إلى قصد تميّزها ولجعلها قربة، فلا حاجة في هذا النوع إلى نيةٍ تصرفه إلى الله تعالى. وكذلك التسبيح والتقديس والتهليل والتكبير) (١).

يقال عليه: ما ذكره من (التسبيح)، فيه نظر، لاستعماله في غير الله سبحانه وتعالى كقوله (سبحان مِنْ علقمةَ الفاخرِ) (٢).

وينبغي في (التكبير) تفصيل، وهو أن يقال: إن قَدَّم اسم الجلالة كـ (الله أكبر)، فالأمر كما ذَكر الشيخ، وإلا كقوله: (الأكبرُ اللهُ) ولا بد من نية الذكر عند قوله (الأكبر) (٣).

وكذلك (التقديس) أيضًا ينبغي فيه تفصيل، وهو أنه بنحو اسمه:


(١) قواعد الأحكام ١: ٣١٣ - ٣١٤.
(٢) هذا عجُزُ بيتٍ للأعشى. وهو بتمامه هكذا:
أقول لمّا جاءني فخرُه ... سبحان مِنْ علقمةَ الفاخرِ
تاج العروس ٦: ٤٤٦ وخزانة الأدب ٣: ٣٦٧ - ٣٧٠ و ١: ١٨٨ - ١٩٠ وينظر صبح الأعشى ١: ٤٣٧ - ٤٤٤.
وعلقمة هو ابن عُلاثة، صحابي، - رضي الله عنه -. و (الفاخر) أي المفتخِر، ولفظ (فخرُه) في الشطر الأول، عائد إلى علقمة أيضًا. ومناسبة قول الأعشى لهذا البيت، أن علقمة - رضي الله عنه - كان فاخَرَ ابنَ عمّه عامرَ بن الطُّفيل، وجرت في ذلك منافرة بينهما، فحدث أن وقعت في أثناء ذلك قصةٌ للأعشى معهما توثّقت بسببها صلة الأعشى بعامر بن الطفيل، فحَرَّضه عامرٌ على تنفيره على علقمة، فقال الأعشى قصائد غَلَّب فيها عامرًا على علقمة في الفخر، ومنها قصيدة جاء فيها البيت المذكور. ومعنى قول الأعشى: (سبحان من علقمة الفاخر) أي: يتعجب الأعشى من علقمة في إقدامه على مفاخرة مثل عامر بن الطفيل!
وبالجملة فتعقيب البلقيني هذا، يبدو فيه تكلف وبُعدٌ شديد! والله أعلم.
(٣) هكذا جاءت العبارة في المخطوط، والمراد: أنه في التكبير بصيغة (الأكبرُ اللهُ): لا بد من نية الذكر عند لفظ (الأكبر).

<<  <   >  >>