للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُذنب في كل يوم مِئة مرة، بل معناه تجديد التوبة وتكريرها عن ذنب واحد صغير) (١).

ما ذكره الشيخ في تقديره: (إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مِئة مرة)، لا يليق بمقام النبوة، لأن من جَوَّز عليهم الصغائر سهوًا، لا يقول: إنها وقعت!

والذي ينبغي في تقرير ذلك أن يقال: إنه - صلى الله عليه وسلم - لا يزال في تَرَقٍّ، فكلما تَرَقَّى إلى مقامٍ، استغفَر الله تعالى من ذلك المقام الذي دونه.

٢٦٧ - وقوله بعد ذلك: (فشتان بين من لا ينسى الصغير الحقير، وبين من ينسى عظيمَ ذنوبه، فلا تمرّ على بالِهِ احتقارًا لذنوبه) (٢).

يقال عليه: صوابه: فشتان بين من يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة ولا ذنبَ له، إجلالًا لربه! وبين من ينسى عظائم ذنوبه فلا يُمرّ على باله، احتقارًا لذنوبه!.

٢٦٨ - قوله بعد ذلك: (فإن قيل: كيف يُتصور التوبة مع ملاحظة توحيد الله بإيجاد الأفعال خيرها وشرّها، مع أن الندم على فعل الأغيار لا يُتصور؟ قلنا: من رأى للآدمي كسبًا، خصَّص الندم والعزم بكسبه دون صنع ربه. ومن لا يرى بالكسب، خَصَّص التوبة بحال الغفلة عن التوحيد، وهذا مشكل من جهة أنه يتوب عما يظنه فعلًا له وليس بفعلِ له في نفس الأمر؟) (٣).


= - رضي الله عنه -. ورواه مرة أخرى ٦: ١١٨ (١٠٢٨٧) من حديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إني ذَرِبُ اللسان، قد أحرقتُ أهلي بلساني. قال: (فأين أنت من الاستغفار! إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة). وراه ابن ماجه ٢: ١٢٥٤ (٣٨١٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(١) قواعد الأحكام ١: ٣٢٨.
(٢) قواعد الأحكام ١: ٣٢٨.
(٣) قواعد الأحكام ١: ٣٢٨.

<<  <   >  >>