(السبب الثاني: معرفة جَماله، وعنها تنشأ محبة الجَمال). ثم قال: (وينبغي أن تكون كلٌّ من المحبتيْن (أي محبة الإفضال، ومحبة الجمال) أفضلَ من كل محبةٍ، إذ لا إفضالَ كإفضاله، ولا جَمالَ كجَماله). ثم وضح الشيخ ما يتعلق بالمهابة والإجلال فقال: (ومنشؤهما معرفة جلاله وكماله، فينبغي أن تكون مهابته وإجلاله أعظم من كل مهابة وإجلال؛ إذ لا جلالَ كجلاله ولا كمالَ ككماله). ثم قال عن (المحبة الناشئة عن معرفة الجمال): إنها (أفضل من المحبة الناشئة عن معرفة الإنعام والإفضال ...) ثم قال: (والتعظيمُ والإجلال أفضل من الكل). يعني: أن حال التعظيم والإجلال أفضل من جميع الأحوال التي تقدمت. (١) صحيح البخاري: الرقاق، باب صفة الجنة والنار ٥: ٢٣٩٧ (٦١٨٣) وصحيح مسلم: الجنة وصفة نعيمها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة ٤: ٢١٧٦ من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. (٢) قواعد الأحكام ٢: ٣٥٣ ويتعلق هذا الكلام يقول الشيخ ابن عبد السلام: (فالسماع بالحُداء ونشيدِ الأشعار بدعة لا بأس بسماع بعضها. وأما سماع المُطربات المحرَّمات فغلطٌ من الجهلة المتشبّعين المتشبهين المجترئين على رب العالمين. ولو كان ذلك قربة كما زعموه، لما أَهْمَل الأنبياءُ أن يفعلوه ويُعرفوه لأتباعهم وأشياعهم).