للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يظهر مما ذكرتُه، فليراجع (١).

٦٢٩ - قوله: (ولذلك شُرع رفع الصوت في الأذان لكثرة السامعين، وخفضُه في الإقامة لقلّة الحاضرين) (٢).

الأحسن أن يقال: شُرع رفع الصوت في الأذان لغَيبة السامعين، وخفضه في الإقامة لحضور السامعين؛ حتى لو كان الغائبون السامعون قليلين، استُحب رفع الصوت. ولو كان الحاضرون السامعون للإقامة كثيرين، استُحب خفض الصوت بقدر ما يسمعون. وهذا يحقق ما قلناه من اعتبار الغَيبة والحضور.

٦٣٠ - قوله: (السبب الثاني: معرفة جَماله، وعنها تنشأ محبة الجَمال، وينبغي أن تكون كل من المحبَّتَيْن أفضلَ من كل محبةٍ، إذ لا إفضالَ كإفضاله، ولا جَمالَ كجَماله) (٣) إلى أن قال: (والتعظيم والإجلال أفضل من الأقسام الثلاثة) (٤).


= وهو حري بذلك فإنه جامع لعلوم القرآن والسنة والفقه. توفي سنة ست عشرة وخمسمائة. طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١: ٢٨١.
(١) العزيز في شرح الوجيز للرافعي ٧: ٢٩، وروضة الطالبين ٣: ٣٣.
(٢) قواعد الأحكام ٢: ٣٤٧.
(٣) قواعد الأحكام ٢: ٣٥٠.
(٤) كذا في المخطوط. والذي في قواعد الأحكام ٢: ٣٥١ (والتعظيم والإجلال أفضل من الكل).
وتوضيح هذه الفقرة: أن الشيخ ابن عبد السلام ذكر الأحوال التي تطرأ على الإنسان بالنسبة لتعلقه بالله تعالى، وهي أنواع: أحدها: الخوف. والثاني: الرجاء. والثالث: التوكل. والرابع: المحبة. والخامس: الحياء. والسادس والسابع: المهابة والإجلال. والثامن: الفناء.
وذكر الشيخ فيما يتعلق بالمحبة أن لها سببين فقال:
(أحدهما: معرفة إحسانه وإنعامه، وعنها تنشأ محبة الإنعام والإفضال، فإن القلوب مجبولة على حب من أنعم عليها وأحسن إليها، فما الظن بمحبةِ مَنْ الإنعامُ كله منه، =

<<  <   >  >>