للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاضرُوه، ولا يرفعه فوق حد أسماعهم، لأن رفعه فوق حدّ أسماعهم فضولٌ) (١).

يقال: الأحسن أن يقال: (ومنها: صفة الكلام)، لأنه أخذ بعده في تقسيم الأعم.

٦٢٨ - قوله: (ومنها إمكان السير إلى الحج والعمرة، لا يراد به شدة الإسراع المُنضية (٢) للأجساد، ولا التباطؤ الخارج عن المعتاد (٣).

قوله: (إمكان السير إلى الحج والعمرة) يعني بالنسبة إلى استقرار الحج في الذمة.

والمعتمد في كلامه: يستقر إذا مضى بعد تمكنه ما يسع المسير إلى عرفة، ثم إلى مزدلفة والإقامة بها ساعةً بعد النصف الثاني من ليلة النحر، ثم إلى منى لرمي جمرة العقبة، ثم إلى مكة، ومضى زمن يسع الطواف والسعي.

ووقع في (الشرح) و (الروضة) عن (التهذيب) (٤) كلام عليه تعقبات،


(١) قواعد الأحكام ٢: ٣٤٤ - ٣٤٥.
(٢) كلمة (المنضية) هكذا هي واضحة في المخطوط بتقديم النون على الضاد. وجاءت في المطبوع من قواعد الأحكام ٢: ٣٤٥: (المضنية) بتقديم الضاد على النون. والمعنى على كلا الوجهين صحيح سليم.
(٣) قواعد الأحكام ٢: ٣٤٥.
(٤) هو للبغوي صاحب الكتب المشهورة (معالم التنزيل) في التفسير وكتابي (شرح السنة) (ومصابيح السنة) في الحديث. وكتابه (التهذيب) تصنيف متين محرر عارٍ عن الأدلة غالبًا.
وهو الحسين بن مسعود بن محمد، محيي السنة. قال الذهبي كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الفقه، بورك له في تصانيفه ورُزق القبول لحسن قصده وصدق نيته. وقال السبكي في تكملة شرح المهذب: قلّ أن رأيناه يختار شيئًا إلا وإذا بُحث عنه إلا وُجد أقوى من غيره، هذا مع اختصار كلامه، وهو يدل على نبل كبير، =

<<  <   >  >>