للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَاتِبْ يَا سَلْمَان" فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أُحيِيَهَا لَهُ، وبأربعين أوقية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أَعِينُوا أَخَاكُم. . . . . ." وذكر باقي الحديث (١).

وفي إسناده محمد بن إسحاق.

أبو داود، عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر عن عروة عن عائشة قالت: وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن

شماس أو ابن عم له، فكاتبت على نفسها وكانت امرأة مُلاَّحةً تأخذها العين، قالت عائشة: فجاءت تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتابتها، فلما قامت على الباب فرأيتها كرهت مكانها، وعرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث، وأنا كان من أمري ما لا يخفى عليك، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس، وإنني كاتبت على نفسي فجئت أسألك في كتابتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَهَلْ لَكِ إلَى مَا هُوَ خَيْرٌ؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتكِ وَأَتَزَوَجُكِ" قالت: قد فعلت، قالت فتسامع، تعني الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج جويرية، فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم وقالوا: أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سبيها مئة أهل البيت من بني المصطلق.

قال أبو داود في هذا الحديث: إن الولي يزوج نفسه (٢).


(١) ورواه أحمد (٥/ ٤٤١ - ٤٤٤) والطبراني في الكبير (٦٠٦٥) وابن سعد في الطبقات (٤/ ٧٥ - ٨٠) وابن هشام في السيرة (١/ ٢٣٨ - ٢٤١) والخطيب في تاريخ بغداد (١/ ١٦٤ - ١٦٩) وانظر سير أعلام النبلاء (١/ ٥٠٦ - ٥١١) وصرح محمد بن إسحاق في رواية أحمد بالتحديث. فهو حسن، وانظر المحلى (٨/ ٢٢٥) أيضًا.
(٢) رواه أبو داود (٣٩٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>