للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُنِّبَ الْفِتَنَ، وَلَمنِ ابْتُلِي فَصَبَرَ فَوَاهًا" (١).

مسلم، عن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: "نَعَم" فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نَعَم وَفِيهِ دَخَنٌ" قلت: وما دَخَنَه؟ قال: "قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيهْدونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعرِفُ مِنْهُم وَتُنْكِرُ" فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نَعَم دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُم إِلَيْها قَذَفُوهُ فِيها" فقلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: "نَعَم قَوْمٌ مِنْ جَلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِألسِنَتِنَا" قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وإمَامَهمْ" قال: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فَاعتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّها وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلى أَصلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلى ذَلِكَ" (٢).

أبو داود، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ زَوى لِي الأَرضَ" أو قال: "إِنَّ رَبِّي زَوى لِي الأَرضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقها وَمَغَارِبها، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِي لِي مِنْها، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وإِنِّي سَألتُ رَبِّي أَنْ لاَ يُهْلِكَهم بِسَنَةٍ بِعَامَةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِم عَدُوًّا مِنْ سِوى أَنْفُسِهم فَيَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُم، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَلاَ أُهْلِكُهُم بِسَنةٍ بِعَامَةٍ، وَلاَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِم عَدُوًّا مِنْ سِوى أَنْفُسِهِم فَيَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُم، وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِم مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِها، أو قال: بِأَقْطَارها حَتَّى يَكُونَ بَعضُهُم يُهْلِكُ بَعضًا، وَحَتَّى يَكُونَ بَعضُهُم يَسْبِي بَعضًا، وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمتِي لَمْ يُرفَع عَنْها إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلاَ


(١) رواه أبو داود (٤٢٦٣).
(٢) رواه مسلم (١٨٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>