للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: ما نسخ حكمه وتلاوته كعشر رضعات.

والثانى: ما نسخت تلاوته دون حكمه كخمس رضعات، والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما.

والثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته، وهذا هو الأكثر، ومنه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} (١) .

وبعد

... فقد ظهر واضحاً جلياً أن قصة سالم رضي الله عنه صحيحة رواية ودراية، تلقاها علماء الأمة منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا - وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها – بالقبول بصرف النظر عن كونها واقعة خاصة أو عامة، ويشهد لهذا التلقى للحديث بالصحة أن جميع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لم ينقل لنا عن أحدٍ منهم استنكار أو حتى استغراب للقصة!، وإنما نقل لنا اختلافهم فى حكمها الفقهى.

فجمهور الصحابة على أن قصة سالم واقعة عين خاصة به، ولا يصح الاحتجاج بها لغيره، وتابع على ذلك جمهور علماء الأمة من التابعين فمن بعدهم، وانفردت عائشة –رضى الله عنها- مع قلة من الفقهاء منهم: عروة بن الزبير، وعطاء بن أبى رباح، والليث بن سعد، وابن علية، وغيرهم رأوا أن قصة سالم عامة، وأن إرضاع الكبير يثبت به التحريم (٢) وللكل وجهة نظر ودليل.


(١) الآية ٢٤٠ من سورة البقرة، وانظر: المنهاج شرح مسلم للنووى ٥/٢٨٥، وحاشية السندى على النسائى ٦/١٠١ رقم ٣٣٠٧.
(٢) انظر: فتح البارى ٩/٥٢، ٥٣ رقم ٥١٠٢، والمنهاج شرح مسلم للنووى ٥/٢٨٩، وشرح الزرقانى ٣/٢٩١، ٢٩٢، ونيل الأوطار ٦/٣١٥، وسبل السلام ٣/١١٥٣، وتأويل مختلف الحديث ص ٢٨٣، ٢٨٤.

<<  <   >  >>