للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام بن عبد البر (١) : " وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بطاعته واتباعه أمرًا مطلقًا مجملاً لم يقيد بشئ، كما أمرنا باتباع كتاب الله، ولم يقل وافق كتاب الله كما قال بعض أهل الزيغ، قال عبد الرحمن بن مهدي: الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث ... وهذه الألفاظ لاتصح عنه صلى الله عليه وسلم. عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه، وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم، وقالوا: نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء، ونعتمد على ذلك، قالوا: فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه لكتاب الله؛ لأنا لم نجد في كتاب الله ألا يقبل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسى به، والأمر بطاعته


(١) الإمام ابن عبد البر: هو يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، أبو عمر، كان حافظ علماء الأندلس، وكبير محدثيها في وقته، وكان أولاً ظاهريًا ثم صار مالكيًا، فقيهًا حافظًا مكثرًا عالمًا بالقراءات والحديث والرجال، والخلاف، كثير الميل إلى أقوال الشافعي، من مصنفاته. التمهيد شرح الموطأ، والاستذكار مختصره، والاستيعاب في معرفة الأصحاب، وجامع بيان العلم وفضله. وغير ذلك مات سنة ٤٦٣هـ. له ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٣/ ١١٢٨ رقم ١٠١٣، وطبقات للسيوطي ص ٤٣١، ٤٣٢ رقم ٩٧٨، والديباج المذهب لابن فرحون ص٤٤٠ رقم ٦٢٦، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير ٢ / ٤٥٨ رقم ٢٣، والرسالة المستطرفة ص ١٥، وشجرة النور الزكية ١ / ١١٩ رقم ٣٣٧.

<<  <   >  >>