للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن الفتنة إذا أطلقت فهى الفتنة الكبرى التى عصفت بالخلافة الراشدة. وإذا قيل: الفتنة بالتعريف (بأل) التى هى للعهد، فهى الفتنة المعهودة التى لا يجهلها أحد (١) أ. هـ.

... والحق –الذى لا مراء فيه- أن اشتراط السند، والبحث عن الإسناد، بدأ مع زمن النبوة المباركة.

وفى ذلك يقول الحاكم: "طلب الإسناد العالى سنة صحيحة" ثم ذكر حديث أنس بن مالك فى مجئ الأعرابى (٢) وقوله: "يا محمد أتانا رسولك فزعم كذا ... الحديث" (٣) . فقد استنبط الحاكم من هذا الحديث أصل طلب الإسناد والعلو فيه؛ لأنه سمع أركان الإسلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن وصدق، ولكنه أراد أن يسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة (٤) .

ولو كان طلب الإسناد والعلو فيه غير مستحب لأنكر عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم سؤاله إياه عما أخبره رسوله عنه ولأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه (٥) .


(١) الفكر المنهجى عند المحدثين ص ٥٩.
(٢) هو الصحابى الجليل ضمام بن ثعلبة كما جاء صريحاً فى رواية أنس عند الحاكم فى المستدرك كتاب المغازى والسير ٣/٥٥، ٥٦ رقم ٤٨٣٠ وقال: صحيح ووافقه الذهبى.
(٣) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب العلم، باب ما جاء فى العلم وقوله تعالى: "وَقُل رَّبِّ زِدْنَى عِلْمَاً" ١/١٧٩ رقم ٦٣، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام ١/٢٠١ رقم ١٢.
(٤) فتح البارى ١/١٨٣ رقم ٦٣، وانظر: تدريب الراوى ٢/١٦٠، ١٦١.
(٥) معرفة علوم الحديث للحاكم ص ٦ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>