للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الرابع: قوم استجازوا وضع الأسانيد لكل كلام حسن، ومن هؤلاء محمد بن سعيد (١) القائل: "لا بأس إذا كان كلاماً حسناً أن نضع له إسناداً" (٢) .

... وفى ذلك أيضاً يقول ابن عراق فى كتابه (٣) (تنزيه الشريعة) وهو يبين أصناف الوضاعين.

الصنف السادس: "قوم حملهم الشره ومحبة الظهور على الوضع، فجعل بعضهم لذى الإسناد الضعيف إسناداً صحيحاً مشهوراً، وجعل بعضهم للحديث إسناداً غير إسناده المشهور ليستغرب ويطلب.

قال الحاكم أبو عبد الله: ومن هؤلاء إبراهيم بن اليسع، وهو ابن أبى دحيه كان يحدث عن جعفر الصادق، وهشام بن عروة، فيركب حديث هذا، على حديث ذاك، لتستغرب تلك الأحاديث بتلك الأسانيد، قال: ومنهم حماد بن عمرو النصيبى، وبهلول بن عبيد، وأصرم بن حوشب.

قال الحافظ ابن حجر: وهذا داخل فى قسم المقلوب، ... وقال الأستاذ الإسفرايينى: "إن: من قلب الإسناد ليستغرب حديثه، ويرغب فيه، يصير دجالاً كذاباً تسقط به جميع أحاديثه، وإن رواها على وجهها" (٤) .


(١) هو: محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدى، الشامى المصلوب، ويقال له: ابن أبى عتبة، أو ابن أبى قيس، أو ابن الطبرى، وقيل إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى، كذبوه، وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة. له ترجمة فى: تقريب التهذيب ٢/٧٩ رقم ٥٩٢٦، والكاشف ٢/١٧٤ رقم٤٨٧١،والمجروحين لابن حبان ٢/٢٤٧، والضعفاء والمتروكين للنسائى ص٢١٣رقم٥٤٣، والجرح والتعديل ٧/٢٦٢ رقم ١٤٣٦، ولسان الميزان ٩/١٠٥ رقم ١٤٢٢٥.
(٢) الموضوعات لابن الجوزى ١/٤١، ٤٢.
(٣) ابن عراق هو أبو الحسن، سعد الدين على بن محمد بن علىبن عراق، الكنانى الدمشقى، له مؤلفات نافعة من أهمها كتابة تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، مات سنة ٩٦٣هـ. له ترجمة فى: شذرات الذهب ٨/٣٣٧، والرسالة المستطرفة ص ١٥٠، والإعلام ٥/١٢.
(٤) انظر: تنزيه الشريعة ١/١٥، والموضوعات ١/٤١ – ٤٣.

<<  <   >  >>