للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا" ١ الْحَدِيثَ. وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَ: مَهْ, قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ. فَقَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ" ٢ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ, وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ" ٣. وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" ٤ وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا فِي قِصَّةِ الْمُذْنِبِ الْمُسْتَغْفِرِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: "فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ, غَفَرْتُ لِعَبْدِي" ٥ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ مِنْ


= إسماعيل عن كريمة بنت الحسحاس عن أبي هريرة مرفوعا.
وكريمة مجهولة. وسماع إسماعيل من كريمة وإم الدرداء الصغرة ثابت وقد حدث أبو هريرة هذا الحديث كريمة في بيت أم الدرداء كما روى الإمام أحمد:
قالت كريمة: ثنا أبو هريرة ونحن في بيت هذه "تعني أم الدرداء" - وذكره "٢/ ٥٤٠". وهي من رواية عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن إسماعيل به وهي كذلك عند ابن حبان "موارد ص٥٧٦".
ومما يقوي رواية عبد الرحمن هذه موافقة ربيعة بن يزيد الدمشقي له. فيما رواه البيهقي في الدعوات "تغليق التعليق ٥/ ٣٦٣-٣٦٤".
قال الحافظ: ويحتمل مع ذلك أن تكون أم الدرداء حدثت به إسماعيل أيضا كما حدثت به كريمة فلا يكون هناك وهم والأول أقعد بطريقة المحدثين "التعليق ٥/ ٣٦٣".
ورواه الحاكم من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعي عن إسماعيل عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "١/ ٤٩٦".
قال المزي في تحفة الأشراف "١١/ ١٠٩": وليس بمحفوظ.
١ البخاري "١٣/ ٤٦٥" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} .
ومسلم "١/ ١١٧/ ح١٢٨" في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب.
٢ البخاري "٨/ ٥٧٩-٥٨٠" في التفسير، باب {تُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} .
ومسلم "٤/ ١٩٨٠-١٩٨١/ ح٢٥٥٤" في البر والصلة، باب صلة الرحم، وتحريم قطيعتها.
٣ البخاري "١٣/ ٤٦٥" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} .
مسلم "٤/ ٢٠٦٦/ ح٢٦٨٥" في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله حب الله لقاءه.
٤ تقدم ذكره.
٥ البخاري "١٣/ ٤٦٦" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} .
ومسلم "٤/ ٢١١٢/ ح٢٧٥٨" في التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>