بها من المسائل أصولاً وفروعاً, وسماه الاعتصام قال فيه: (وأنا أرجو أن يكون كتب هذا الكتاب الذي وضعت يدي فيه, من هذا القبيل, لأني رأيت باب البدع في كلام العلماء مغفلاً جداً, إلا من النقل الجلي, كما نقل ابن وضاح, أو يؤتى بأطراف من الكلام لا يشفي الغليل بالتفقه فيه, كما ينبغي ولم أجد على شدة بحثي عنه إلا ما وضع فيه أبو بكر الطرطوشي, وهو يسير في جنب ما يحتاج إليه فيه, إلا ما وضع الناس في الفرق الثنتين والسبعين, وهو فصل من فصول الباب, وجزء من أجزائه فأخذت نفسي بالعناء فيه, عسى أن ينتفع به, واضعه وقارئه وناشره وكاتبه والمنتفع به وجمع المسلمين أنه ولي ذلك ومسديه بسعة رحمته) .
والكتاب المطبوع المتداول مقسم على عشرة أبواب:
الباب الأول: في تعريف البدعة وبيان معناها.
الباب الثاني: في ذم البدع وسوء منقلب أهلها. وهو على سبعة فصول, ذكر في كل فصل وجها من الذم الوارد في النقل, أو المعروف بالعقل.
الباب الثالث: في أن ذم البدع والمحدثات عامة.
وقد تكلم في هذا الباب عن عموم الضلالة فيكل بدعة وأجاب عن شبه المبتدعة, ومن قسم البدع إلى حسن وقبيح كل ذلك وغيره مندرج تحت ثمانية فصول.
الباب الرابع: في مآخذ أهل البدع في الاستدلال, وفيه يبين أقسام الناس من حيث الرسوخ في العلم وعدمه, وكيفية استدلالهم بالشرع, ومعنى إتباع المتشابه, والتحريف, وأنواع الأدلة والاستدلالات التي يعتمد عليها المبتدع من الشرع أو من غيره, وقد جعل هذه المعاني موزعة على عشرة فصول.
الباب الخامس: في البدع الحقيقية والإضافية, والفرق بينهما, وتحته