والمقصود به:(إفراد الحق - سبحانه - بالقصد في الطاعة) . والنية تقع في كلام العلماء بمعنيين كما قرر ذلك ابن رجب فقال:(أحدهما: تمييز العبادات بعضها عن بعض، كتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر مثلاً) - إلى أن قال: ... (والمعنى تمييز المقصود بالعمل، وهل هو الله وحده لا شريك له، أم لله وغيره، وهذه هي النية التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه، وهي التي توجد كثيراً في كلام السلف المتقدمين ... ) .
والأدلة على هذا الأصل من القرآن والسنة وكلام السلف ومن سار على نهجهم، كثيرة.
فمن القرآن قوله - تعالى:
(إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص) .
قال ابن كثير:(أي لا يقبل الله من العمل، إلا ما أخلص فيه العامل لله وحده لا شريك له) .
وقوله - جل وعلا:(قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين، وأمرت لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم، قل الله اعبد مخلصاً له ديني) .