ومن الأدلة قوله - صلى الله عليه وسلم -: " أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف - إلى أن قال - صلى الله عليه وسلم - عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ... " الحديث.
وهذا صريح فيما نحن بصدد الحديث عنه، إذ قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الوصية بأصحابه وإخباره بفشو الكذب، ووقوع الفرقة التي هي سيماء أهل البدع، ثم يذكر الجماعة التي هي أبرز أوصاف الفرقة الناجية مم ايدل دلالة واضحة على أن الوصية بأصحابه، تعني الأخذ عنهم، والتلقي منهم، وهذه شهادة تزكية من الصادق - صلى الله عليه وسلم - ومما يدل على هذا المعنى بصورة أكثر جلاءً حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ... وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، ما أنا عليه وأصحابي ".
وأصحابه - صلى الله عليه وسلم - هم حواريوه الذين أخذوا سنته، ونصروا دينه واقتدوا بدينه، واتبعوا كل ما جاء به، ونقلوا الدين على من بعدهم، كما جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما نبي بعثه الله عز وجل إلا كان له في أمته حواريون