ويشبه هذا القول الكافر قول النصيرية في كتابهم المسمى (الهفت الشريف (قلت يا مولاي: أما كان أهله من أهل الصلاة, قال: ويحك أتدري ما معنى قوله تعالى: (وكان يأمر أهله بالصلاة) قلت: يعني أهله المؤمنين من شيعته الذين يخفون إيمانهم, وهي الدرجة العالية والمعرفة والإقرار بالتوحيد وأنه العلي الأعلى.. (أي الإمام علي) فأما معنى قوله تعالى: (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة) فالصلاة أمير المؤمنين, والزكاة معرفته, أما إقامة الصلاة: فهي معرفتنا وإقامتنا) .
ويماثل هذه الأقوال الكافرة ما تقوله الإسماعيلية إذ يؤولون العبادات, والتكاليف تأويلات كفرية تخرجها عن حقيقة تشريعها ...
وأما البدع الواقعة في أصول الفقه فتختلف باختلاف الطوائف والمذاهب.. فمثلاً أصول الفقه عند الإمامية أربعة أصول: الكتاب والسنة والإجماع والعقل.
فأما الكتاب فيرى بعضهم أنه ناقض وحصل فيه تغيير وتبديل في لفظ, ويرى أكثرهم أن التغيير حصل في معناه, ويقولون إن القرآن لم يترك شيئاً كان أو سيكون إلا بين حكمه وأن النبي-صلى الله عليه وسلم- عرف هذه الأحكام وعرف بعضها للناس وترك بعضها, ولكنه أودع ذلك كله عند أوصيائه كل وصي يعهد بها إلى الآخر لينشره في الوقت المناسب له, حسب الحكمة, من عام مخصص أو مطلق مقيد, أو مجمل مبين, فقد يذكر النبي عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصية إلى وقته.
وأما السنة فيرون أن المراد بها ما أضيف إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-