أما القسم الأول: فقد اتفقت المصاحف على قطع "من" عن "ما" ويوقف على "من" اختباراً بالموحدة أو اضطراراً وتدغم النون في الميم لفظاً لا خطًّا ذلك في موضعين اثنين فقط.
وأما القسم الثاني: وهو المختلف فيه بين القطع والوصل فوقع في موضع واحد في التنزيل وهو قوله تعالى: {وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الموت}[الآية: ١٠] بسورة المنافقون فرسم في جل المصاحف مقطوعاً وفي أقلها موصولاً والقطع أشهر وعليه العمل.
وأما القسم الثالث: وهو الموصول بالإجماع ففي غير موضعي القطع المتفق عليهما وموضع الوصل المختلف فيه. والنون فيه مدغمة لفظاً وخطًّا نحو قوله تعالى:{وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[البقرة: ٣] . وقوله سبحانه:{مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ}[الآية: ٣٣] بسورة النور وما إلى ذلك.
"فائدة": إذا دخلت "من" الجارة على الاسم الظاهر فاتفقت المصاحف على قطعها عنه وتدغم النون فيه لفظاً لا خطًّا وذلك نحو قوله تعالى: {مِن مَّالٍ وَبَنِينَ}[المؤمنون: ٥٥] . وقوله:{مِّن مَّالِ الله}[النور: ٣٣] . وقوله سبحانه:{مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ}[السجدة: ٨] . وقوله عز شأنه:{مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ}[الرحمن: ١٥] .