قال الأصمعي قلت لأبي عمرو قرأت على ابن كثير قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد. وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد. وقال ابن مجاهد ولم يزل عبد الله هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة للهجرة وقال سفيان بن عيينة: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة أهـ رحمه الله رحمة واسعة وطيب ثراه، انتهى ملخصاً من غاية النهاية الجزء الأول ص (٤٤٣ - ٤٤٥) تقدم.
[٧٤- أبو سالم العياشي.]
أبو سالم العياشي:
هو أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المغربي المالكي الأديب الإمام الحجة الثبت أحد من أحيا الله بهم طريقة الرواية بعد أن كانت شمسها على أطراف النخيل وجدد من فنون الأمر كل رسما محيل. قرأ بفاس على الإمام الأبار والشيخ ميارة وأبي زيد بن القاضي وأبي محمد عبد القادر الفاسي وهو عمرته وأجازه إجازة عامة. وأخذ ببلده عن والده وغيره وحج مراراً وجاور بالحرمين وبالقدس والخليل. وأخذ عن الشيخ علي الأجهوري والإمام ابن مهل عيسى بن محمد الثعالبي وأبي إسحاق الشهرزوري وغيرهم ممن اشتملت عليه رحلته وفهارسه.
وكان رحمه الله تعالى من أهل الخير والصلاح متسماً بالزهد والورع وله تآليف حسنة منها:"منظومة البيوع وشرحها" و "تنبيه ذوي الهمم العالية عن الزهد في الدنيا الفانية" و "تأليف في معنى لو الشرطية" و " كتاب الحكم بالعدل والإنصاف واقتفاء الأثر" و "تحفة الأخلاء بأسانيد الأجلاء" و "ورحلته المسماة بماء الموائد" وهي رحلة بعيدة. وله غير ذلك وله شعر حسن.
ولد رحمه الله تعالى سنة ١٠٣٧هـ سبع وثلاثين وألف من الهجرة. وتوفي في ذي القعدة الحرام عام ١٠٩٠هـ تسعين وألف من الهجرة أهـ من الصفوة باختصار.
أفدناه من كتاب المترجم له "المرحلة العياشية ماء الموائد" مختصراً من الصحيفة الأولى وسبقت الإشارة إليها فيما سبق.