قلت: وهذا العالم الفاضل ابن أسد الأميوطي من رجال إسنادي في بعض إجازاتي في القراءات كما هو مثبت في أول كتابنا هذا وهو من رجال مشيخة الجامع الأحمدي بمدينة طنطا بمصر نفعنا الله بعلمه وجعلنا جميعاً في مستقر رحمته آمين.
[٤١- شيخ شيوخنا:"الشيخ عبد الرحمن اليمني الشافعي".]
شيخ شيوخنا:"الشيخ عبد الرحمن اليمني الشافعي":
هو عبد الرحمن بن شحاذة المعروف باليمني الشافعي شيخ القراء وإمام المجودين في زمانه وفقيه عصره وشهرته تغني عن الإطناب في وصفه.
ولد بمصر وبها نشأ وجمع بالقراءات السبع على والده من أول القرآن إلى قوله تعالى:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً}[النساء: ٤١] ثم توفي والده فاستأنف القراءة جمعاً للسبعة ثم للعشرة على تلميذ والده الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي وحضر دروس الشمس الرملي في الفقه مدة ولازم بعده النور الزيادي وبعد تخرج وأخذ علوم الأدب عن كثيرين حتى بلغ الغاية في العلم، وانتهت إليه رياسة علم القراءات وكان شيخاً مهاباً عظيم الهيئة حسن الوجه والحلية جليل المقدار عند عامة الناس وخاصتهم وكان يقرأ كل سنة كتاباً من كتب الفقه المعتبرة وكان النور الشبراملسي من ملازمي دروسه الفقهية وغيرها.
وكان المترجم له يتعاطى التجارة وله أموال كثيرة زائدة الوصف وكان كثير البر لطلبة العلم والفقراء، وبالجملة فإنه كان من أهل الخير والدين وأكابر أولياء الله تعالى العارفين.
وممن قرأ عليه بالروايات الشبراملسي المذكور والشيخ عبد السلام بن إبراهيم