"مختصرة السيرة الحلبية" في مجلد واحد حتى كان الشيخ أبو النصر المنزلي يشهد بأنه أدق من ابن قاسم العبادي.
ثم ارتحل ثانياً إلى الحجاز وحج وذهب إلى اليمن فاجتمع بسيدي أحمد بن عجيل الفقيه فأخذ عنه حديث المصافحة من طريق المعمرين وتلقن منه الذكر على طريق النقشبندية ولم يزل ملازماً لخدمته إلى أن بلغ مبلغ الكمل من الرجال فأجازه وأمره بالرجوع إلى بلده فرجع وقام مرابطاً بقريبة قريبة من البحر الأبيض المتوسط تسمى بعزبة البرج واشتغل بالدعوة إلى الله والتصدي للوعظ والإرشاد وكثرت تلامذته إلى أن صاروا أئمة يقتدى بهم منهم الأستاذ الكبير أبو النور الدمياطي.
ثم ارتحل ثالثاً إلى الحجاز فحج ورجع إلى المدينة فأدركته الوفاة في المحرم سنة سبع عشرة ومائة وألف من الهجرة ودفن بالبقيع مساء رحمه الله تعالى. انتهى مختصراً من ترجمة المؤلف "اتحاف فضلاء البشر" مطبعة عبد الحميد أحمد حنفي بالقاهرة في النصف الثاني من شهر ربيع الثاني سنة ١٣٥٩ هـ للعلامة الضباع. وانظر الأعلام للزركلي الجزء الأول ص (٢٩) تقدم وانظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج٢ ص (٧١) تقدم وهذا العلم من رجال إسنادنا في جميع إجازاتنا للقراءات.
[١٥- أبو جعفر النحاس.]
أبو جعفر النحاس:
هو أحمد بن إسماعيل بن يونس المرادي يعرف بابن النحاس أبو جعفر النحوي المصري من أهل الفضل الشائع. والعلم الذائع، رحل إلى بغداد وأخذ عن الأخفش الأصغر والمبرد ونفطويه والزجاج وعاد إلى مصر وسمع بها النسائي وغيره وصنف كتباً كثيرة منها: إعراب القرآن، معاني القرآن، والكافي في العربية، والمقنع في اختلاف البصريين والكوفيين، شرح المعلقات، شرح المفضليات، شرح أبيات الكتاب، الاشتقاق، أدب الكتاب وغير ذلك. وقلمه أحسن من لسانه وكان لا ينكر أن يسأل أهل النظر ويناقشهم عما أشكل عليه في تصانيفه.
جلس على درج القياس بالنيل يقطع شيئاً من الشعر فسمعه جاهل فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فدفعه برجله فغرق وذلك في ذي الحجة سنة ثمان